أنا مثلك أيّها الرجل، خلقَنا الله مِن نفس واحدة ونفخَ في كِلَيْنا مِن روحه المُقدّسة، فلماذا تُقلِّل مِن شأني؟! لماذا تستصغرني وأنا قوّة عجيبة؟! نعم، أنا المرأة العظيمة، أنا المرأة التي أنجبَتك وانبثقتِ البشريّة جمعاء مِن رحمها الذي تخجل منه أنت، أنا الشمس التي تَحرق نفسها لتدفئك، أنا النجمة المُتلألئة التي تقتبس مِن نورها عندما تُظلم الدنيا في عينيْك، أنا قطرة الندى التي تغسل قلبك وتُطهِّره مِن الكُره فتحيا زهور المحبّة داخله بعد القحط، أنا السماء التي تتلحّف بها في وَحْدَتك، أنا الأرض التي خُلِقْتَ مِنها أوّل مرّة، وستعود لها بعد الموت، أنا الزهرة التي تغدقك بعطرها متى شئت، أنا الشجرة التي تسندك بعد التعب، أنا النسمة التي تنعشك في الحرّ، أنا الفراشة التي تَسُرُّ نظرك وتَحرق نفسها بدلًا منك إذا أحببت، أنا الحياة التي كتبت لك والروح التي سكنتك، أنا الدقّة التي ينبض بها قلبك، أنا كلمة حُبٍّ وابتسامة بعد اليأس، أنا الطبيعة التي وهبت نفسها لك، أنا أُنشودة السلام والجنّة التي تنتظرك.

أنا القوّة والرأفة معًا فلماذا تُعاديني؟! لماذا تضطهدني؟! لماذا تُكبِّلني؟! لماذا تُعذِّبني؟! لماذا تُعنِّفني؟! لماذا تغتصبني؟! لماذا ترجمني؟! لماذا تعتقلني؟! لماذا تلجمني؟! لماذا؟! أَلا تخجل مِن نفسك أيّها الرجل؟ متى أَمَرَكَ الله أنْ تفعل بي ما فعلت؟! افعل ما شئت سأظلّ امرأةً وتبقى رجلًا؟ نعم، أنا امرأة وأفتخر، سأبقى أُناضل مِن أجل أطفالي، مِن أجل وطني، مِن أجل أرضي، مِن أجل حُرِّيَّتي، مِن أجل كلمتي، مِن أجل كرامتي، ورُبّما مِن أجلِك أنت! ضعْ على رأسي إكليلًا مِن الأشواك إذا شئت أَلْبِسْني قلادة مِن الجماجم والأشلاء، غطِّ جسدي بالأغصان اليابسة إذا أردت، احفر وَشْمًا في جسدي كُتب عليه بدمي “ناقصة إلى الأبد”، لن تثنيَني عن طريقي الذي اخترْتُ، سأبقى المرأة التي أردت.